عراقيل وخلافات تعترض تنفيذ إتفاق الرياض...ما هي حظوظ وعوامل نجاحه؟....خاص

الجنوب الآن (عبدالرحمن الفهد) خاص

لا يزال إتفاق الرياض حبيس الأوراق التي وقع عليها طرفي الأزمة، ولم ينفذ منه إلا بند واحد هو عودة رئيس الوزراء وصرف مرتبات السلكين الأمني والعسكري، بينما باقي البنود لم تنفذ ولم يتفق الطرفان على تفسير محدد لها، فكل يطرف يحاول تفسيرها بما يتوافق مع مشروعه ورؤيته للحل.

كان من المقرر بحسب ما نص عليه الاتفاق أن يتم تعيين محافظ ومدير أمن للعاصمة عدن وعودة جميع القوات التي تحركت من مواقعها، وتجميع الأسلحة المتوسطة والثقيلة من عدن خلال مدة لا تتجاوز الـ 15 يوم من توقيع الاتفاق بينما تشكيل الحكومة، وإعادة تنظيم قوات حماية المنشآت، وقوات مكافحة الارهاب، ونقل القوات العسكرية من عدن خلال شهر من توقيع الإتفاق، لكنه لم يٌنفذ منها أي بند، ولا تزال تراوح خلافات وتفسيرات الطرفين.

وفي محاولة للإجابة على بعض التساؤلات حول تعثر تنفيذ الاتفاق والعقبات التي تعترضه، وإمكانية تجاوز طرفي الاتفاق وتبايناتهم في تفسير بنوده، والعمل على إنجاحه، طرح موقع "الجنوب الآن" هذه الاستفسارات على بعض الناشطين والمراقبين.

اتفاق هش

يرى رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبدالسلام محمد أن "الاتفاق هش يشبه اتفاق استكهولم، الغرض منه تخفيض التصعيد وإتاحة الفرصة لمباحثات السلام بين الحوثي والتحالف، وليس حل المشكلة بإعادة الحكومة للعاصمة المؤقتة عدن وإنهاء تمرد الانتقالي، وبالتالي فالاتفاق مليء بالثغرات التي تجعل من تطبيقه صعب المنال".

 

مفاتيح نجاحه بيد السعودية والإمارات

وفي إمكانية نجاح الاتفاق وتجاوزه العراقيل التي تعترض تنفيذه يرى عبدالسلام محمد أن " السعودية والإمارات يمتلكان مفاتيح نجاح الاتفاق.

وقال عبدالسلام لـ موقع "الجنوب الآن" : يعتمد الاتفاق بدرجة رئيسية على مدى إصرار السعودية على الزام طرفي الاتفاق في تطبيق بنوده، ولكن ما هو حاصل أن جدول تزمين الاتفاق يتم ترحيله بشكل نستطيع أن نقول أن بوادر فشل الاتفاق واضحة.

ويضيف عبدالسلام "أن أهم عائق إلى جانب الخلاف حول تفسير بنود الاتفاق هو مدى رغبة الانتقالي قبول التحول الى العمل السياسي وحل "مليشياته" او دمجها بالجيش والأمن اليمني، وهذا يعتمد بدرجة رئيسية على رغبة حلفاء الانتقالي وهم الإمارات في دعم وحدة واستقرار ودولة اليمن.

الاتفاق بحاجة لإنعاش من موت سريري

 

من جهته يرى الصحفي صلاح السقلدي أن الاتفاق يمر بحالة موت سريري ويحتاج لإنعاش من قبل القوى الموقعة والمشرفة عليه وإلا مصيره الفشل، ودخول البلد في أتون احتراب دامية..

وأضاف السقلدي "هذا الاتفاق  الكل فيه منتصر، أو على الأقل الكل فيه خير مهزوما ولا مكسورا، ويؤسس لتسوية شاملة، ليس فقط بين الجنوبيين و "السلطة المعترف بها" ، بل بين كل الفرقاء بالشمال والجنوب على السواء،  وبين السعودية والقوى المختلفة معها باليمن مستغربا ما وصفه بـ"استماتة البعض لإفشال مثل هكذا اتفاق هو بالأصل مرحلي وليس استراتيجي".

وأشار السقلدي إلى أن الاتفاق نزع فتيل حرب طاحنة وحدد معالم الطريق إلى المستقبل، معبرا عن أمله في أن تراجع كل القوى والشخصيات بالشمال والجنوب والمحيط الاقليمي موقفها من هذا الاتفاق، وبالذات القوى والشخصيات التي تسعى لاجهاضه، لأن البديل بحسب السقلدي هو مزيد من التشظي والاحتراب والدخول في نفق شديد الظلام والقتامة، والانحدار نحو هوة الضياع.

 

عمل ممنهج لإفشال السعودية

القيادية في إصلاح عدن أمة الرحمن عارف قالت أن هناك عملا ممنهجا لافشال السعودية في أبرز مهامها منذ تسلمت زمام القيادة في عدن ، وكما هي الضامن والراعي لاتفاق الرياض وجميع الأنظار عليها، أعتقد أنها مستهدفة بذات القدر من وراء المحاولات المستمرة لإفشال الاتفاق.

وأضافت أمة الرحمن : حصل اتفاق الرياض على تأييد من القوى السياسية ، وتأييد واسع من الرأي العام اليمني والخليجي ، وما يزال هناك وقت لتعزيز هذه الثقة بالتحالف والشرعية وفكرة توحيد الجهود...

ما يهم الإنتقالي من الاتفاق هو صرف الرواتب

تعتقد أمة الرحمن أن كل ما يهم المجلس الانتقالي من الاتفاق هو صرف الرواتب للعسكريين والمدنيين.

وقالت للأسف يبدو أن المجلس الانتقالي رأى أنه المستفيد الأكبر من خطوة صرف رواتب العسكريين والأمنيين ولم يكن يعنيه من الاتفاق أكثر من هذه الخطوة، وضرب بكل نصوص الاتفاق التي تؤكد على توحيد الجهود عرض الحائط، وقد كنا جميعا نتوقع بعد هذا الاتفاق أن نجد عدن آمنة وأن يعاد ترتيب أوضاعها، لكن فوجئنا بدوامة من الفوضى والانتهاكات المستمرة، وكأن الاتفاق كان بالنسبة للبعض بمثابة صفارة حكم للانطلاق في الانتهاكات والممارسات المناقضة للاتفاق.

وطالبت أمة الرحمن في ختام حديثها لـ"الجنوب الآن" بتحرك حازم، وأن يعمل الجميع على العودة إلى البنود والالتزام بما ورد في الاتفاق وأن تكون التواريخ المزمنة التي وردت ملزمة لكل الأطراف، فالتراخي والتأخير والذهاب بعيدا عن الاتفاق يكلفنا الكثير...