ما وراء عودة المفخخات إلى عدن؟

شهدت مدينة عدن تفجير سيارة مفخخة بالقرب من بوابة المطار مساء أمس السبت وذهب ضحيته العشرات بين قتيل وجريح في ثاني عملية خلال أقل من شهر حيث استهدفت الاولى موكب محافظ عدن الذي نجا بأعجوبة.

 

ودائما ما تثير عودة العمليات الإرهابية التساؤلات حول من يقف خلفها و لماذا عادت تلك العمليات في هذا التوقيت وأين دور الأجهزة الأمنية والى اي مدى يمكن أن تستمر تلك العمليات وغيرها من التساؤلات.

تتابع تلك العمليات يكشف عن فشل ذريع في العمل المخابراتي وامكانية الحصول على المعلومة لإحباط الجرائم قبل حدوثها،و الذي هو أصل العمل الأمني في أي بقعة في العالم.

مبدئيا تذهب الاتهامات بعد كل عملية إلى ثلاث جهات بالنظر إلى المكاسب أو الرسائل التي يمكن أن ترسلها كل عملية ومن المرسل إليه في ظل المشهد البالغ التعقيد في الملف اليمني ككل ومدينة عدن بشكل خاص.

 

أولى تلك الجهات هي جماعة الحوثي التي تعتبر المستفيد الأول من اي عملية تستهدف الأمن والاستقرار في عدن خصوصا مع تواجد الحكومة التي سبق وأن حاول الحوثيين استهدافها بقصف المطار نهاية العام الماضي لحظة وصولها إلى عدن.

يضاف إلى ذلك سعي الحوثيين إلى إعادة نشاط مطار صنعاء ومحاولتهم تعزيز ذلك المطلب بعمليات تهز صورة مطار عدن وهو المطار الرئيسي وإظهاره أمام العالم بأنه ممر غير آمن للمدنيين وسبق ذلك عمليات استهدفت مغتربين عائدين من الخارج وقتلهم على مداخل مدينة عدن مثل الشاب عبدالملك السنباني.

 

الجهة الثانية هي دولة الإمارات والمجلس الانتقالي التابع لها والذي يسيطر على الأجهزة الأمنية في عدن ويعزز هذا الاتهام كيفية عبور السيارات المفخخة التي تستخدم في العمليات من الحواجز الأمنية المنتشرة في المدينة، وعن استفادة الامارات والانتقالي من تنفيذ هكذا عمليات يجدر الإشارة إلى أن السيارات المفخخة عاودت نشاطها مؤخرا بعد عودة الحكومة ورئيسها التي يسعى الطرفين إلى محاصرتها وعدم إتاحة الفرصة الكاملة لها لممارسة نشاطها ،أضف إلى ذلك توظيف نتائج تلك العمليات لصالح صراع السيطرة على المديريات داخل المجلس الانتقالي بين قوات العاصفة الموالية لتيار الضالع و قوات الحزام التابعة لتيار يافع.

كما قد تهدف العمليات إلى تهديد التواجد السعودي في المطار والتي قد تأتي كرد على دعم السعودية لجيش الشرعية في شبوة للسيطرة على معسكر العلم في مديرية جردان بعد انسحاب القوات الاماراتية منه وطرد أفراد من النخبة الشبوانية كانوا بداخله.

وهنا قد يطفو على السطح تحليل يفترض تنفيذ الحوثيين للعملية بطلب اماراتي وذلك لاشتراكهما في الخصومة مع الحكومة الشرعية وايضا السعي لتهديد التواجد السعودي في عدن بعد التفاهمات الأخيرة بين أبوظبي وطهران.

 

الجهة الثالثة المتوقع ضلوعها في تفجير مطار عدن هي الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة حيث تعتبر تلك العمليات مثل ماركة مسجلة باسمها لكن تظل التساؤلات حول عدم إعلان تلك الجماعات مسؤوليتها عن العملية كعادتها وايضا قدرتها على التحرك بسهولة في عدن الواقعة تحت قبضة المجلس الانتقالي ولماذا استهداف المطار دون غيره وما هو الهدف الذي يراد إرساله من وراء تلك العمليات.

 

وعلى الرغم من تقاطع الجهات الثلاث في الأهداف والخصوم في عدن التي أصبحت منصة لارسال الرسائل السياسية للعالم ، يبقى الهدف الأكبر هو الاجهاز على الامن والاستقرار في المدينة والقضاء على فرص نجاح اتفاق الرياض الموقع عليه بين الحكومة والانتقالي قبل نحو عامين من الان.

وهنا يجدر الإشارة إلى أن استعصاء مدينة مأرب على السقوط بيد الحوثيين حتى الآن فرض على اللاعبين اللجوء إلى الادوات الخشنة لارسال رسائلهم السياسية من عدن حيث الفوضى الأمنية توفر مناخا مثاليا لتنفيذ تلك العمليات الإرهابية بكل يسر وسهولة،والتي من المتوقع استمرارها طالما بقيت الفوضى الأمنية،بغض النظر عن الجهات التي تقف خلفها.

مقالات الكاتب