راية العلم والكتاب تسقط في الضالع برصاصات الغدر والخيانه

صفحة الكاتب

ابحثوا عن جذور الانتماء الأول للضحية، وستعرفون ملامح القتلة، هويّة الجناة الذين لا يحترمون التعليم كرمزية وقيمة خالدة للشعوب بصرف النظر عن أي اعتبارات سياسية أرهقت الجميع، فتّشوا جيداً وستعرفوا أن هناك طرفاً في التحالف يعمل على تصفية حساباته بشكل فوضوي دون وضع أي حسابات لتحييد العملية التعليمية التي كان يقدمها المغدور الحميدي للجميع..!

 

 

هذه ليست جريمة قتل اعتيادية، بل هي جريمة صاخبة لها رمزيتها، ونتيجة مترتبة عن الطامة الكبرى المتمثلة في مواجهة الخصوم الجهلة، هذه واحدة من أهوال تلك المأساة التي لا أظنها تنتهي قريباً ولا أفق يؤشر لذلك..!

 

وداعاً معلمنا الكبير، لقد رحلت وتركت دراجتك النارية الممهورة بدمك شاهدةً على نظافة يدك، فلم تلوثك غبار المادة، ولم تسقط في فخ الفساد كما يفعل عمادة الكليات في شرق البلاد وغربها، فكانت آخر لحظاتك في الحياة أن تصاعدت روحك وأنت على متن دراجتك البالية، رحلت وكنت واحداً من ذوي السير العابرة للزمن، والأرواح التي لا تموت حتى وإن غادرت الوجود.

 

كنْ مطمئناً ونم بسلام يا أبا محمد..!

نمْ معلمنا المغدور، ودعنا نحن تلاميذك المصدومين ننتحبُ عند جدران الكلية حتى نلتقيك..!

 

يالها من بلاد معجونة بالشر، ويا له من زمن جبان..!

 

صقر جحاف

مقالات الكاتب